اسباب مرض اديسون واعراضه

صحة / مواضيع طبية متفرقة

يمثل مرض أديسون اضطرابا يصيب الغدة الكظرية بما يؤثر في قدرتها على إنتاج هرموني الأدولتسيرون والكورتيزول وبالتالي فإن مستويات هذه الهرمونات في الجسم تكون دون المستوى الطبيعي وتجدر الإشارة إلى أن مرض أديسون يعتبر نادر الحدوث إذ يؤثر في 60الي80 شخص لكل مليون شخص على مستوى العالم . وفي هذا السياق يشار إلى أن الغدة الكظرية تمثل إحدى الغدد الصماء في الجسم وتوجد في جسم الإنسان غدتان كظريتان بحيث تقع كل غدة منهما فوق كل كلية وفي الحقيقة تتكون الغدة الكظرية من جزأين رئيسيين حيث يعرف الجزء الخارجي منها بالقشرة الكظرية بينما يطلق على الجزء الداخلي نخاع أو لب الغدة الكظرية وفي الحقيقة يعنى كل جزء منها بإفراز هرمونات معينة إذ تفرز القشرة الكظرية الهرمونات القشرية المعدنية . وأبرزها هرمون الألدوستيرون والهرمونات القشرية السكرية تحديدا هرمون الكورتيزول والكورتيكوستيرون كما تنتج كميات قليلة من الهرمونات الجنسية المعروفة بالأندروجينات في حين أن لب الغدة الكظرية ينتج بشكل رئيسي هرموني الإبينيفرين والنورايبنفرين وبشكل عام فإن هرمونات القشرة الكظرية تعنى بالتحكم بنظام المناعة وعمليات الأيض في جسم الإنسان في حين أن هرمونات نخاع الكظرية تتولى مهمة السيطرة على استجابة الجسم تجاه الإجهاد والضغوط فيما يعرف باستجابة الكر والفر. وفي سياق الحديث عن مرض أديسون وهرمونات الغدة الكظرية وآلية تنظيم إفرازها يشار إلى أن القشرة الكظرية تمثل أحد أجزاء المحور الوطائي النخامي الكظري إذ يتضمن هذا المحور تحفيز إفراز الهرمون الموجه لقشر الكظرمن الغدة النخامية عن طريق تحت المهاد بحيث يحفز الهرمون الموجه لقشر الكظر قشرة الكظرية لإنتاج هرموناتها في حين أن نخاع الكظرية يتم تنظيمه عن طريق المسار النخاعي الودي إذ يتضمن هذا المسار تحفيز نخاع الكظرية لإفراز هرموناته عن طريق الإشارات أو النبضات التي يتم إرسالها من قبل تحت المهاد عبر العصبونات من النخاع الشوكي الصدري. قد تختلف أعراض الإصابة بمرض أديسون تبعا للمرحلة من المرض ففي المراحل المبكرة منه تتشابه الأعراض إلى درجة كبيرة مع تلك المصاحبة للحالات الصحية الأخرى كالإنفلونزا بحيث يتضمن ذلك الشعور بالتعب والإرهاق وضعف العضلات وفقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر وزيادة الشعور بالعطش وقد يصاحب ذلك أيضا اضطراب المزاج. وتجدر الإشارة إلى زيادة شدة أعراض مرض أديسون وظهور أعراض أخرى مع تقدم المرض بحيث يتضمن ذلك الشعور بالإنهاك والدوخة والإغماء والتشنجات وقد تظهر مناطق صغيرة على الجلد ذات لون غامق أو قد يعاني الشخص من ظهور الشفاه واللثة بلون داكن. من الجدير بالذكر توفر العلاجات التي تمكن من السيطرة على الأعراض وتقلل احتمالية تطور المضاعفات مع ضروة التأكيد على أن معظم المصابين بمرض أديسون يعيشون حياة طبيعية إلى حد ما عند تلقيهم العلاج كما يصفه الطبيب. ولمعرفة المزيد عن مرض أديسون يمكن قراءة المقال الآتي. أسباب مرض أديسون تعزى الإصابة في معظم حالات مرض أديسون إلى مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الكظرية في جسم الإنسان كما لو أنها بكتيريا أو فيروس ضار تعرض له الجسم وتشير الدراسات التي نشرت أن ما نسبته 75الي80فالمئه تقريبا من حالات الإصابة بمرض أديسون في الدول المتقدمة ناتجة عن مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الكظرية في حين أن ما نسبته 7الي20فالمئه من حالات المعاناة من مرض أديسون ناتجة عن الإصابة بمرض السل ومع ذلك يعد السل سببا رئيسيا للإصابة بمرض أديسون في بعض الدول النامية وفيما يأتي بيان المسببات بشيء من التفصيل. اضطرابات المناعة الذاتية كما تمت الإشارة سابقا فإن اضطرابات المناعة الذاتية تمثل أحد الأسباب الشائعة للإصابة بمرض أديسون وفي هذا السياق يشار إلى أن الجهاز المناعي يلعب دورا في حماية جسم الإنسان في الوضع الطبيعي من خلال التصدي للأمراض والعدوى التي قد يتعرض لها الجسم إذ ينتج الجهاز المناعي عند الإصابة بالأمراض أجساما مضادة من شأنها مهاجمة السموم والكائنات الحية المسببة للمرض ولكن في بعض الحالات قد يحدث اضطراب في الجهاز المناعي يتسبب بمهاجمة هذا الجهاز لأنسجة الجسم وأعضائه السليمة وقد يتطور مرض أديسون إذا هاجم الجهاز المناعي الغدة الكظرية وألحق الضرر الشديد بقشرة الكظرية. ولذلك يعد هذا المرض أحد اضطرابات المناعة الذاتية وفي حال تعرض نسبة كبيرة من قشرة الكظرية للضرر فإن ذلك قد يحول دون إنتاج ما يكفي من حاجة الجسم من هرمونات الكورتيزول والألدوستيرون بحيث يترتب على انخفاض مستويات هذه الهرمونات تطور أعراض الإصابة بمرض أديسون.

التعليقات

كتابة تعليق